حب الوطن حبٌ عظيم يجب ألّا يُخالطه رياءٌ أو نفاق، لأنّ من لا يحبّ وطنه بحقّ لا يستحقّ أن ينتميَ إليه أو يعيش فيه، ومَن لم يكن وفيًا لوطنه في الحرب لا يستحقّ أن يعيش فيه وقتَ السّلم، فالوطن يَحيا بدماء أبنائه، ويُزهر بسواعدهم، ويتطوّر بعقولهم، والوطن هو الوطن بجميع حالاته وتقلّباته، وإن تعرّض الوطن لأي خطر، فلا بدّ أن يتحوّل جميع أبنائه إلى جنود؛ لأنّ كرامة الوطن فوق كلّ كرامة، ولهذا طالما تغنّى الشعراء والأدباء بالوطن وقالوا فيه أروع القصائد الخالدة وأجمل الأشعار والكلمات، ولا عجب أنّ القصائد التي تُقال في حب الوطن تظلّ خالدةً يُكرّرها الجميع على اختلافِ مذاهبهم وأديانهم ومعتقداتهم، فمهما تفرّقت ميولُ أبناء الوطن الواحد فإنّ الوطنَ يجمعُهم في ظلّه وتحتَ كنفِه لأنّهم منه وهو منهم.
تعريف الوطن لماذا نحب الوطن؟ كيف يمكن بناء الوطن؟ واجبات المواطنين تجاه الوطن ظهر مصطلح "الوطنية" في أوائل القرن 18، ويعني إنتماء الشخص إلى مكان معين ولد وعاش فيه، هو هويته ويحمل جنسيته، وكل شخص يحب وطنه بشدة، حب فطري غير مكتسب، لأنه جزء منها، ويشعر بهذا الحب من تغرب عن وطنه وسافر للبحث عن عمل أو مضطراً نتيجة وجود نزاعات شديدة في بلده. تعريف الوطن الوطن في اللغة: محل إقامة الشخص ومولده، ويتمتع بكل الحقوق الخاصة كونه ينتمي إلى هذا المكان. المفهوم المعاصر للوطن: هو محل الميلاد للشخص ووالده ووالدته والأجداد، وقد يصبح الشخص مواطناً في دولة لم يولد فيها لأنه يقدم لها مصالح هامة. لماذا نحب الوطن؟ الوطن هو الذي نحتمي فيه وتشعر على أرضه بالأمان والطمأنينة، فلدينا العديد من الحقوق فيه مثل الطعام والشراب والملبس والمسكن والمعيشة بشكل عام. نجد في وطننا أفراد شعب يشبهوننا في التصرفات والأفعال، يفكروا نفس تفكيرنا، لهم نفس أهدافنا في إنماء المجتمع، نتشارك في كثير من الأمور ولدينا عادات وتقاليد واحدة. الحياة في الوطن والتعود على كل مظاهره من حولنا تجعلنا نشعر بأنه قطعة من قلبنا، لا يمكن الإبتعاد عنه لفترات طويلة، ونسعد بكل تفاصيله الممتعة.
حبّ الأوطان قال الشاعر أحمد شوقي واصفًا حبّ الوطن: وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ كَالرَوضِ رِفَّتُهُ عَلى رَيحانِهِ هُم نَظمُ حِليَتِهِ وَجَوهَرُ عِقدِهِ وَالعِقدُ قيمَتُهُ يَتيمُ جُمانِهِ يَرجو الرَبيعَ بِهِم وَيَأمَلُ دَولَةً مِن حُسنِهِ وَمِنِ اِعتِدالِ زَمانِهِ حب الوطن هو ذلك الإحساس الخفي الذي يحركنا للتعلق به، والاحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، وهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، وإحساسنا بأنّ لا شيء يضاهي دفء الأرض التي خلقنا من ترابها، وترعرعنا في روابيها مهما رأينا وأحببنا من بلاد، إنّه حب تناقلناه من الأجداد للأباء فاستقرّ في قلوبنا ولا زال يكبر. إنّ حب هذه الأرض لم يأتِ من العدم، فلولا الوطن لما شعرنا يومًا بمعنى الاستقرار والأمان، فهو الملجأ من كلّ ما يضرّنا، وهو المكان الذي لو عملنا ليلاً نهاراً من أجله لما استطعنا إيفاءه حقه، فهو الكيان الذي يستحق منّا العمل لا القول فقط، فالفرد الصالح هو من يعبّر عن حبّه لوطنه بالدفاع عنه في كل حين، وفي الحفاظ على ممتلكاته العامة ومرافقه ونظافتها، وهو الفرد ذاته الذي يسعى للتعلّم ونيل الدرجات لتسخيرها مستقبلاً في إفادة وطنه، ولا ننسى أنّه الفرد الذي يبتعد عن الأقاويل التي تمس هذا الوطن وتسيء إليه، كيف لا وهو يراه الأم والأب والمأوى؟!